من آثار وتاريخ دمشق

يعتبر تاريخ مدينة دمشق جزءاً من تاريخ بلاد الشام عامة.
يعود تاريخ المدينة إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وأصل تسميتها دمشق "دارميسقو"، الاسم الذي أطلقه الآراميون عليها، ثم جاء اليونان والرومان فجعلوه "أو قل حوروه إلى" دامسكو.
تعرضت دمشق لهجمات عديدة على يد الآشوريين والبابليين والفرس الذين طمعوا بها مرات عديدة.
تعود أقدم الآثار المكتشفة في دمشق إلى العصر الآرامي، وفيها أيضاً الكثير من الآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية.
من آثار المدينة القديمة السور، والأبواب الثمانية، أهم أبواب المدينة الباب الشرقي، وهو أفخمها، وباق حتى يومنا هذا. وباب توما، يقع في الجهة الشمالية من السور، والباب الصغير في الجنوب، وباب كيسان. وفي شمال السور أيضاً باب السلام. ثم باب الفرج وباب الفراديس. جدد باب الصغير أيام حكم الدولة الأيوبية، وباب السلام أيضاً على يد القائدين نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.
وعقب تحول الإمبراطورية البيزنطية من الوثنية إلى المسيحية أواخر القرن الرابع الميلادي تم تحويل معبد جوبيتر في مدينة دمشق إلى كنيسة القديس يوحنا المعمدان، والكنيسة موجودة في دمشق حتى وقتنا الحاضر.
وفي عام 635 م. دخل المسلمون دمشق، فآمن خلق كثير من أهلها بالدين الإسلامي، وبقي آخرون على مسيحيتهم، متمتعين بالحرية الدينية آنذاك، كما حافظ المسلمون على الكنائس والمعابد، والآثار المسيحية والأحياء مصانة محترمة، ولم يتلفوا شيئاً منها، بل عاملوا أهلها أكرم معاملة وأحسنها، يحكمهم قول نبيهم محمد عليه السلام: "من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة".
تحولت دمشق إلى عصر الازدهار أيام الدولة الأموية، إذ كانت عاصمة الدولة، فتم بناء الجامع الأموي الكبير فيها، وشيدت المدارس والمستشفيات، وانتشرت المكتبات والحمامات، وبنيت الأسواق التجارية وأقيمت الخانات، وشهدت دمشق في تلك العصور ازدهاراً علمياً وحضارياً وزراعياً وصناعياً، لم تشهده مدينة أخرى في العالم تلك الأثناء.
مع بدايات الدولة العباسية تحولت العاصمة الإسلامية إلى مدينة بغداد، فخفتت أضواء دمشق لتتحول الأنظار إلى العاصمة الجديدة.
وفي أيام الدولة السلجوقية عاد لدمشق تألقها وبريقها، حتى بلغت الأوج أيام حكم الدولة الأيوبية.